مدة القراءة: 5 دقائق
لقد قمت بتثبيت مقعد السيارة وتجميع قطع سرير الطفل. ولقد غسلت كل ملابس الطفل وستراته وحضّرت الحفاضات. ماذا الآن؟ ما الذي يمكن أن تفعليه بعد للتحضير لقدوم طفلك؟
ارسمي دائرة على ورقة وقسّميها إلى 24 جزءًا. الآن، فكري بكل ما تقضين وقتك بفعله كل يوم. هل تعملين لثماني ساعات يوميًا؟ إذًا، قومي بتلوين ثمانية أجزاء من الدائرة. هل تنامين لمدة ثماني ساعات بشكل منتظم – إذًا، قومي بتلوين هذا العدد من الأجزاء أيضًا. من الاستحمام إلى تحضير الوجبات وممارسة التمارين الرياضية والاغتسال وغيرها من الأنشطة اليومية، فكري في كل الطرق التي تقضين فيها وقتك وسجليها في المخطط الدائري. واطلبي من شريكك القيام بالأمر نفسه في مخططه الدائري.
الآن، تخيّلي الحياة مع طفلٍ رضيع. كم من الوقت ستتطلب رعاية الطفل؟ فكري في إطعام الطفل على سبيل المثال. إذا كنت ترضعينه، فتوقعي أن يأكل مولودك الجديد من ثماني إلى 12 مرة في اليوم (أو أكثر حتى!). وإذا كنت تطعمين طفلك 12 مرة في اليوم، وكانت كل مرة تستغرق 30 دقيقة كمعدل (مع العلم أن هذا هو المعدل المنخفض)، فستقضين 6 ساعات يوميًا في الإرضاع. وحتى إذا كنت تطعمين طفلك حليب الأطفال، فتذكري أن تحضير الزجاجات وتنظيفها وإعطاؤها للطفل سيستغرق وقتًا أيضًا.
كيف سيتغيّر مخططك الدائري لإتاحة الوقت لذلك؟ وماذا عن تغيير الحفاضات؟ توقعي تغيير حفاضة طفلك في كل مرة تطعمينه فيها – أي إذا اعتمدت على 12 مرة يوميًا مع خمس دقائق لتغيير الحفاض (بعد أن تصبحي متمكنةً من ذلك)، فسيستغرق كل ذلك ساعة أخرى. ذلك بالإضافة إلى تغيير الثياب وتهدئة الطفل ومساعدته على النوم والتجشؤ، وما إلى ذلك. أضيفي كل ذلك إلى مخططك الدائري.
ناقشي هذا التمرين مع شريكك وتعاونا في وضع نظام لمعرفة من سيقوم بأي مهام ومتى. مثلاً، هل يستطيع شريكك تولي أمر بعض الواجبات؟ فكري في الأمور التي ستكون أساسية في البداية – مثل النوم وتناول الطعام (للطفل ولك أيضًا!). واحصري يومك بهذه المهام فقط، على الأقل خلال الأسابيع القليلة الأولى.
يُعد الحرمان من النوم أهم عقبة يحتاج الوالدان الجديدان إلى مواجهتها، فالأطفال ينامون كثيرًا، لكنهم يستيقظون كثيرً أيضًا، وفي أكثر الأوقات إزعاجًا (في الليل مثلاً فيما تحاولين النوم). وعلى الرغم من أنك قد تكونين محضرةً نفسيًا لذلك – نظرًا إلى أن أحدًا لم يتوقف عن تذكيرك بالأمر – إلا أنه لا يزال أمرًا صعبًا. لذا، حاولي النوم – أو الاستراحة على الأقل – عندما ينام طفلك.
ضعي حدًا لعدد الزوار في الأيام المبكرة واطلبي من الذين يزورونك مساعدتك في غسل الثياب أو الأطباق في المغسلة.
تناولي طعامًا صحيًا واشربي ما يكفي من الماء ومارسي التمارين الرياضية يوميًا – فستساعدك هذه الأمور على تقليص آثار الحرمان من النوم. والأهم من ذلك، تذكري أن كل الأطفال يستيقظون كثيرًا وأن هذه آلية حماية سيتخلصون منها مع مرور الوقت عندما يصبحون جاهزين لذلك على مستوى النمو.
انظري إلى الأشهر الثلاثة الأولى مع طفلٍ جديد مثل الفصل الرابع من الحمل. سيستمتع طفلك ببيئة تحاكي الرحم، أي الإضاءة الخافتة والدفء والبقاء قريبًا منك والأكل كلما رغب في ذلك. من خلال تلبية هذه الاحتياجات، سيشعر طفلك بالأمان.
وسيساعدك الاهتمام بطفلك بهذه الطريقة على تعلم الأمومة أيضًا، وستكتشفين كل الإشارات الصامتة التي تصدر عن طفلك، وما يحب وما لا يحب وأكثر بعد. وتذكري أنك ستحتاجين إلى بعض الوقت للتعافي أيضًا، لذا استخدمي الفصل الرابع لمساعدة جسدك على التعافي. وخفضي توقعاتك وتخلي عن قائمة المهام التي يجب إنجازها. استمتعي بصحبة طفلك ولا تقسي على نفسك وأنت تتعلمين كيف تصبحين أمًا.
You are about to visit a Philips global content page
Continue