والدان ورأيان مختلفان

أنت حامل، هذا رائع! لا شك في أن الفرحة لا تسعك أنت وشريكك، لكن فجأةً، مع تغيّر مواضيع الأحاديث إلى تربية الأطفال والخطط المستقبلية، أدركتِ أنكما لا تتشاركان الآراء نفسها تمامًا. مثلاً، فيما أنتِ تفكرين في طريقة يتّسع بها سرير الطفل في غرفة نومكما، يتدخل شريكك قائلاً: "مستحيل! سينام الطفل في غرفته الخاصة." إنكما بكل بساطة والدان لديهما رأيان مختلفان عن أفضل طريقة للقيام بالأمور.

في الواقع، إن تضارب الأفكار والآراء حول تربية الأطفال أمرٌ شائع جدًا بين الأهل الجدد، ويبدأ ذلك بالظهور خلال الحمل، ويمكن أن يطغى أحيانًا على فرحتك وحماسك لطفلك فيما تتساءلين (والقلق حول) عما إذا كنتِ ستستطيعين الاتفاق مع شريكك بشأن أي أمر يتعلق بطفلك. هل هذا الاختلاف هو نذير شؤم لمستقبل علاقتكما؟

الحقيقة أن القليل من الأشخاص فقط يتعمقون في الحديث عن مشاعرهم تجاه بعض الأمور، مثل الدين أو المصروف أو سرير العائلة أو تناول الحلوى قبل العشاء قبل أن يكون لديهم أطفال. ولا نكوّن صورة كاملة حول الطريقة التي تربّينا بها حتى نبدأ بالتفكير في أطفالنا، كما لا تشغل هذه الاختلافات، التي تتم الإشارة إليها أيضًا بالاختلافات المتأصلة، مساحةً كبيرةً في حياتنا قبل بدئنا فعليًا بمواجهة مهمة تربية الأطفال. من هنا، وعلى الرغم من أن مستوى الاختلاف مع شريكك قد يفاجئك، لكن يجب ألا تهلعي، فمعظم الأزواج لديهم مبادئ مختلفة جدًا عن الحمل خلال الأشهر السابقة لولادة الطفل.

من المهم أيضًا أن تدركي أن كل ما تظنين أنك تعرفينه عن تربية الأطفال وأن كل ما تظنين أنك ستقومين به عندما تنجبين أطفالك - لا يعني شيئًا قبل قدوم بالطفل. وبغض النظر عن عدد المرات التي تقولين فيها بكل قناعة أنك لن تفعلي هذا الأمر أو ذاك، سيغيّر قدوم الطفل فعلاً كل هذه الامور.

على سبيل المثال، على الرغم من أنك قد تتشاجرين مع شريكك حول أفضل طريقة لفطام الرضيع الآن وأنت حامل، إلا أنك في الواقع لا تعرفين حقًا ما هي العقبات التي ستتجاوزينها إلى حين الوصول إلى تلك المرحلة. لذا استرخي قليلاً، فمستقبلك أنت وشريكك ليس محكومًا عليه بالفشل أو لا يدعو للقلق لأنكما تختلفان على بعض الأشياء.

من الطبيعي أن يكون لوالدَين رأيان مختلفان، ومن شأن اختلاف الآراء أن يساعدنا على إدراك حقيقة وجود الكثير من الطرق للقيام بأمرٍ ما. وعندما تنشأ المحادثات التي تختلفان خلالها، تكمن أفضل مقاربة في التروّي في الوقت الحالي إلى حين الوصول إلى المرحلة موضوع الخلاف بكل بساطة. في نهاية المطاف، لا فائدة من أن تتشاجرا حول أفضل سن للسماح لابنتكما بالمواعدة إذا لم تولد ابنتكما بعد.

الوقت كفيل بتغيير الأمور وستدركان أن معظم الأمور تحلّ نفسها بنفسها مع مرور الوقت. استمتعي بفترة حملك، وإذا كنت ترغبين حقًا في الاستمتاع - يمكنك تدوين كل الأمور التي كنت مقتنعةً أنك ستقومين بها ولن تقومي بها لتعيدي النظر إليها عندما يبلغ طفلك سن المراهقة وتدركي كم كنت مخطئة. بشأن كل شيء. :)